مقدمة بقلم الدكتور مصطفى محمود
من خلال مطالعاتي لكتب العلاَّمة محمَّد أمين
شيخو، تبيَّن لي جمال أسلوبه الحواري في المواضيع العديدة منها والمختلفة، وتركيزه
في شرحه للكلمات بإسهاب باللغة العربية، مما يساعد القارئ على فهم المعنى أكثر
وأكثر.
• ففي البحث الأول من هذا الكتاب: يتعرَّض
العلاَّمة محمَّد أمين شيخو لبحث فريد وعجيب لمفهوم كلمتي:
{يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ}، {يَا
أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ}، ونحن نعلم جميعاً أن كلمة (المدثر): تعني
المدثر بثيابه والمتلفف بها من مجيء الوحي إليه خوفاً منه وهيبة، وهذا المعنى يكون
صحيحاً إذا جاءت الكلمة (المدسر) بالسين وليس بالثاء، وقد أتى على شرحها بأدلة
لغوية وقرآنية، وأيضاً كلمة (المزمل): فلا يصح أنه صلى الله عليه وسلم
يزامل اللحاف، لذا فإن معنى كلمتي {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ}، {يَا
أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ} لهما معنى بليغاً، وفهماً عالياً، ومقاماً عظيماً
متناسباً وحقيقة ذلك النداء الإلهي لسيد الخلق صلى الله عليه وسلم.
• وينتقل العلاَّمة للبحث الثاني: (هل حقاً
أن الله يحلف بالتينة والزيتونة)؟!. الله تعالى يقسم بما شاء وكيف يشاء؟!!.
• وفي البحث الثالث: يتعرض العلاَّمة لكلمة (عزرائيل)
ويعرضها على القرآن الكريم والسنة الشريفة، فلا يجد لها أثراً، وهذا مما يخالف
فكرة هذه التسمية الغريبة.
• وفي البحث الرابع: تعرض العلاَّمة لقضية دينية
لافتة للنظر، وهي قضية زواج الإخوة والأخوات أبناء وبنات آدم عليه السلام، إذ كيف
سمح تعالى بزواج بعضهم البعض ثم حرَّم ذلك فيما بعد؟ وهل كان ذلك الزواج مبنياً
على أساس علمي وصحي؟ ومن المعروف بداهة في الطب أن زواج الأقارب واتحاد الدم يورث
الذرية أمراضاً معقدة من تشوهات خلقية وضعف في البنية الجسدية، إلى غير ذلك من
الأمراض، من أجل ذلك يوصي كل الأطباء بالزواج من عائلات مختلفة، لكي لا يكون هناك
تقارب في تكوين الدم,إن زواج الإخوة والأخوات أبناء أبينا آدم عليه السلام كانت
مشكلة عقيمة يصعب فهمها واستيعابها، لولا الأدلة العلمية والطبية التي أتى على
شرحها وتبيانها العلاَّمة محمَّد أمين شيخو، وبذا يكون هذا البحث قد توضح وأصبح
مفهوماً.
• وفي البحث الخامس: يسأل العلاَّمة محمَّد أمين
شيخو بظرافة، هل مصر هبة النيل أم هبة السماء؟. ولماذا أجدبت أرض مصر سبع سنوات
عجاف، وفيها النيل العظيم ومياهه الغزيرة؟!.
والذي أدهشني أن وراء هذا السؤال بحثاً علمياً
جدّياً وحقيقة تتجلى في قوله تعالى: {وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا
تُوعَدُونَ}[1].
• وفي البحث السادس: يشير العلاَّمة إلى أدلة
قرآنية ولغوية إلى المعنى السامي العظيم لكلمة (الأمّي).
• وفي البحث السابع: يختم العلاَّمة كتابه ببحث
هل السعادة حقّاً حلم لا يتحقق؟!! وكيفية الوصول للسعادة الحقيقية.
ــ فبحوث العلاَّمة محمَّد أمين شيخو كلها جديدة
وجديرة بالاهتمام، فجزاه الله خير الجزاء.
د. مصطفى محمود